لماذ بعد الفراق
نبحث عن صديق يفتح لنا أبوابه
عن إنسان يجيد استقبال أحزاننا في محطات قلبه
نثرثر له بهدوء الموتى
وربما بحماسة الثائرين
ننزف تفاصيل الحكاية أمامه
ننثر علامات الاستفهام في وجهه ؟
لماذ بعد الفراق
نغلق ابوابنا علينا
لا ننصت سوى لصوت أنيننا
ولا نشم سوى رائحة الحزن المنبعثة من أعماقنا
ولا نتذوق سوى أدمع خلفتها التفاصيل النهائية
لحكاية كانت جميلة ؟
لماذ بعد الفراق
نمتليء بالخوف المريع
ويكاد رعب الوحدة يقضي علينا
ويخيل إلينا أن لا شيء مازال على قيد الحياة
ونظن أن كل الاشياء تلهث خلفنا
وأن نقطة النهاية أصبحت أمامنا ؟
لماذ بعد الفراق
نبدأ حكاية جديدة مع الحنين
نعيش تفاصيله المؤلمة
نستغرق في طقوسها الحزينة
نحتسي أحداثها بمرارة
نبحر بين سطورها
نسافر مع كلماتها
وغالبـاً ما تنتهى بنا فوق قارعة البـكاء
لماذ بعد الفراق
نتعمد إيداء قلوبنا
ننشط ذاكرتنا المتضخمة
نغرس أنفسنا في أيامهم
نبحث عن بقاياهم بأصرار
نزور أطلالهم بأسى
لماذ بعد الفراق
نمارس كل أنواع الموت
فنموت اختناقا
ونموت رعبا
ونموت حزنا
ونموت غربة
ونزور كل مدن النهايات
لماذ بعد الفراق
يتوقف الوقت
وتتوقف استمرارية الأشياء
ويتوقف ضجيج الحلم
ويتوقف تدفق الفرح
ويتوقف نمو الامل
ويتقطع حبل انتظار القادم الافضل
لماذ بعد الفراق
نعيد قراءة أنفسنا
ونعيد طلاء أحلامنا
ونقرر البدء من جديد
وننادي الفرح بأعلى أصواتنا
وتفشل كل محاولاتنا لأستدراج الفرح إلينا
لماذ بعد الفراق
نحبهم ولا نحبهم
نكرههم ولا نكرههم
نشتاق اليهم ولا نشتاق
نذكرهم ولا نذكرهم
نتقدم خطوة .. ونتأخر خطوات